Slider, نشاطاتنا

قداس على نية أخينا بول حرب

Share this...
Share on Facebook
Facebook
Tweet about this on Twitter
Twitter

 

تلبية لدعوة مجلس الإدارة في الإكليريكية البطريركيّة المارونيّة، غزير، التقت العائلة الإكليريكيّة مع عائلة الطالب بول حرب في قداس لراحة نفسه نهار الإثنين 11 تشرين الأول 2021
ننقل إليكم بعض من الكلمات الّتي رافقت هذا اللقاء

مقدّمة القدّاس الإلهي للطالب ميشال الأشقر

تجتمع اليوم عائلتان: العائلة الإكليريكية و عائلة أخينا بول حرب الذي ينتمي الى الإثنتين معا.  نقيمُ هذا القداس الإلهيّ بغيةَ الصّلاةِ لأجلِ طالبٍ عايشناهُ، لأجلِ دعوةٍ إكليريكيّة امتازَت بشغفِها بالكهنوت المقدّس. لا يمكنُ للمدرسةِ الإكليريكيّةِ أن تنسى مَن كانَ صادِقًا في عيشِ مسيرَتِهِ. لقد أتى إلى المدرسة الإكليريكية طالبًا ليتعلّمَ، فما قامَ بِهِ هو أنَّهُ علَّمَ فيها

في هذه اللحظات المقدّسة نحن قائمون أمام مذبح الأرض و نرجو أن يشاركنا بول التسبيح و التضرّع قائما أمام مذبح الحمل في أورشليم السماوية. فلنصلِّ اليوم على نيّة بول حرب كي يكونَ في لقاءِ حبيبِهِ الأزلي و سيّد حياته الّذي لطالما أعلنَهُ للآخرين

 تعال يا روح الله وارفع قلوبُنا إلى حيثُ ارتفعَ أخونا بول، فنطلب مِنَ اللهِ، أب المراحم، أن يقبله في ملكوته مع أبرارِهِ و صدّيقيهِ و يعزي ببلسمِ حنانِه عائلتَه المباركة

وجاء

في عظة الأب الرئيس المونسنيور جورج أبي سعد النقاط الأساسيّة التالية

” أما البار فإنّه وإن تعجّله الموت يستقرّ في الراحة لأن الشيخوخة المكرّمة لا تقوم على كثرة الأيّام ولا تقاس بعدد السنين لكن شيب الإنسان هو الفطنة وسنّ الشيخوخة هي الحياة المنزّهة عن العيب” (الحكمة 4: 7-9)

 أمام شهادة بول، لا يمكننا إلّا أن نرفع الشكر إلى الرّب لأننا عرفناه وعايشناه. فهو عاش جوهلا كلّ دعوة مسيحيّة بشكلب عام والدعوة إلى الكهنوت بشكل خاص  أي
إختيار إرادة الله بكلّيتها والالتصاق بها والجهاد حتى النفس الأخير لعيشها
السعي لعيش المحبّة الإلهية ونشرها في القلوب
عيش الهادة للمسيح ولإنجيله في كلّ مكان وفي كلّ ظرف
الإشعاع الرّوحي وحمل ثمار الملكوت الفائضة في قلوب من عرفه

بول نحن فخورين بكَ طالباً تخرّج من الإكليريكية البطريركية المارونية رأساً إلى السماء
إلى اللقاء ونبقى في شركة صلاة

  

كلمةُ رفاقه طلّاب السنة الثانية فلسفة  للطالب جاد فغالي

دوّنَ الكثيرونَ في كتاباتِهم عن ماهيّةِ القداسةِ، و لكنّنا اليومَ و في هذهِ السّنةِ تحديدًا عرفنا أسلوبًا جديدًا يعلنُ عنها و يسمو فيها، طريقةٌ تنفحُ بالعطرِ الأبديّ، طريقةٌ تُنحتُ في القلبِ لا على المادّة، طريقةٌ تخطّت ما يُكتبُ لتسموَ إلى ملءِ الحياةِ، هذه هي الشّهادةُ الّتي أعلنَها بول، الحلمُ الواقعيُّ باتَ حقيقيًّا، حلمُ القداسةِ الذي تجرّأ أن يحلُمَهُ اكتملَ حيثُ أضحى في اللقاءِ مع من عمِلَ جاهدًا كي يخدمَه

“أنا خوري” صرخةُ النّهاية كانَت البدايةَ للمسيرةِ من علُ، لم يكن أثرُك يا بول أثرَ من لا يعيشُ المعنى في حياتِهِ، بل على العكس كان صمتُكَ يعلِنُ الكلمةَ، كان هدوؤُكَ كالرّيحِ الّتي تعصِفُ سلامًا، كان إصرارُك كالعاشِقِ الّذي ينتظِرُ لحظةَ اللّقاءِ بحبيبتِهِ، عرفتَ كيفيّةَ اجتيازِ المراحلِ بالسّرعةِ القصوى حيث سبقتَ إخوتَكَ الإكليريكيين في عظَةِ الشّديقةِ فلمَعَ غيابُكَ عظةً تنشِدُ روعةَ معرفةِ المسيح، ارتفعتَ في تواضعِ خدمتِكَ حيثُ لم تترك أخًا يحتاجُ الى مساعدةٍ إلّا و كنتَ الحاضرُ كالشماسِ الّذي يخدمُ بشغفٍ أولادَ رعيّتِهِ، محبّتُكَ للصلاة الليتورجيّة كانَت بمثابَةِ حبِّك للتحاورِ معَ الحبيبِ، فأيّامُ حجرِنا لم تكُن صلاةً شخصيّةً و إنّما نشرتَها في العائلةِ حيثُ أشركتَ والدتَك في تلاوتِها و ذلك كالكاهن الّذي يحرصُ دائمًا على عيشِ الصّلاةِ

 منذُ نشأتِكَ كان الصّراعُ معَ قلبِكَ الّذي أشبَعَكَ مرَّ الأوجاعِ فعرفتَ كيفيّةَ الشفاءِ مِن دائِهِ عبرَ إسكانِكَ شافي القلوبِ، منذُ البدايةِ كانَت المعركةُ حربًا فانتصرتَ بسلاحِكَ الخاصّ، كلُّ ذلكَ يطلعُنا على إنسانٍ عرَفَ كيفيّةَ أن يكونَ انسانًا غنيًّا بالله

الفرحُ ببول هو فرحُ الحبِّ الّذي سما  في سماءِ الأبديّةِ، الفرحُ ببول نأخذُه مِن عائلةٍ اعتبرَت يومَ فُراقِ ابنِها يومَ عُرسٍ فأنزلَت دموعَها رجاءً بابنِها، الفرحُ ببول يُستمَدُّ من قولِ يسوعَ لصاحِبِ الوزناتِ الخمسِ، تعالَ اليَّ يا مباركَ أبي و رِثِ الحياةَ المعدّةَ لَكَ قبلَ إنشاءِ العالمِ.

أخًا عرفناكِ، أخًا أحببناكَ، أخًا ستبقى الى الأبدِ و في كلٍّ منّا بصمَةٌ مِنكَ تطبَعُ مسيرَةَ حياتِهِ كي يُنشِدَ ألحانَ تسابيحٍ للهِ محورُ لقائِنا بكَ

أضحى فوج البطريرك الحويّك يتميّز بشفيعين، فالأوّل أُعلِنَ مكرّمًا، أمّا الثّاني فنحن على ثقةٍ بأنّه على خطاه،  قد ولد لنا قدّيسًا جديدًا، كما أنّهُ قد وُلدَت لنا من رحمِ الحبِّ عائلَةٌ جديدة، فاعلما يا نعيم و ميرنا أنّه أضحى لديكما بدل الأولاد الثلاثة، أربعة عشر ابنا يحملون مسيرة بول، أمّا ما نقول لكما يا غي و ليون فهو أنّ أخاكما أغناكما أيضًا بإخوة كثيرين يبتغون رفقتَكُما، فخدمتَكُما، فالسّيرِ معكُما نحوَ الإشعاعِ في دربِ الحياة

كثُرَت الكلمات و تقلّصت المعاني المعبّرة عن ما يُكتَمُ في وجدانِ كلٍّ منا، لذلك سنختم كلامنا بأنّك يا بول و إن كنت غائبا في هذه الآونة فحضورُكَ ساكِنٌ في قلوبنا، و لن يختم حضورُهُ إلى ساعةِ اللّقاءِ بِكَ في المجدِ الأبديّ حينَها نفرحُ و نبدأ كتابًا جديدا لم تُدرِكهُ عينٌ و لم تسمع بِهِ أذُنٌ لأنّهُ مِن إعدادِ اللهِ لمُختاريهِ

Share this...
Share on Facebook
Facebook
Tweet about this on Twitter
Twitter